صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية تكشف فضائح شقيق أمير قطر ..!!


صحيفة

العرب بوست|وكالات

ما زالت تتكشف يوماً بعد يوم القضايا الجنائية والجرائم المتورط بها خالد بن حمد، شقيق أمير قطر، إلا أن فصلاً جديداً من الفضائح بدأ يظهر على مسرح عائلة قطر الحاكمة، ولكن البطل هذه المرة هو شقيق آخر لأمير قطر: خليفة بن حمد.

صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أفردت تحقيقًا موسعًا يسرد فضائح الأمير الوسيم، الذي جاء إلى لوس أنجلوس قبل 9 سنوات، بينما كان في سن المراهقة، وفقا لما نقله موقع "العربية".

 

كما أشار التحقيق إلى تورط والدة الأمير المدلل، الشيخة موزة، ومؤسستها الخيرية التي تدعم النهضة "التعليمية عالميا" بتبرعات ثبت في بعض جوانبها أنها رشاوى مقنّعة مقابل تسهيل حصول الأبناء على شهادات جامعية دون الحضور أو الدراسة عن بعد.

 

 

يكشف التقرير عن وقائع عملية تزوير واحتيال غير مسبوقة في مجال التعليم ألا وهي "التعليم عن بعد وبالوكالة"، إذ تم استئجار طالب دراسات عليا مكسيكي الأصل، يدعى جوفينال كورتيس، ليقوم بعمل الفروض الدراسية بالنيابة عن خليفة بن حمد، الذي اكتفى في مرات ظهوره القليلة في الحرم الجامعي بالتجول في الحدائق وارتياد المطاعم.

 

استعرضت الصحيفة الأميركية تفاصيل وصول الطالب خليفة بن حمد، قادما من الدوحة على متن طائرة خاصة مع حشد من المساعدين والخدم والحشم، لتلقي تعليمه الجامعي. وكان اختيار مقر الإقامة هو فندق "بيفرلي ويلشاير"، الذي ازداد شهرة مع فيلم "Pretty Woman" بطولة جوليا روبرتس.

 

وربما ازداد الفندق شهرة من إقامة الأمير الشاب والوفد المرافق له طوال سنوات الدراسة في أجنحته الفاخرة، حيث كانوا يمضون أوقاتهم في ألعاب الفيديو وتناول الطعام في المطاعم الفاخرة.

 

أقام الأمير وأصدقاؤه في أجنحة مُطلة على ساحات "روديو درايف" المميزة وعاش جيش من المساعدين والخدم في غرف تبلغ قيمتها 600 دولار في الليلة، واعتاد 6 سائقين وحرّاس أمن تناول وجباتهم في مطعم الفندق، حيث كان سعر "ساندوتش تشيز برجر" يصل إلى 30 دولارا، وهي الفواتير التي كانت تتولى الحكومة القطرية تسديدها.

 

هذا علاوة على القيام بالرحلات المنتظمة للمقامرة في لاس فيجاس، والتي كان يتم تزوير فواتيرها عن طريق شركة لتأجير السيارات، حتى لا تنكشف تلك الممارسات أمام أفراد الأسرة الحاكمة في قطر وكذلك الحكومة القطرية.

 

وبحسب ما نشرته "لوس أنجلوس تايمز"، كان من البديهي أنه كلما طالت فترة بقاء خليفة بن حمد وحاشيته في لوس أنجلوس، كلما حصل فندق "بيفرلي ولشاير" على المزيد من الأموال.

 

وكان من أحد طرق الحفاظ على استمرار إقامة خليفة وحاشيته أن يبقى طالبًا جامعيًا. ومن هذا المنطلق، قام كريس جليسون، مدير الفندق المسؤول عن الأعمال الدولية، بالتواصل مع جامعة كاليفورنيا، حيث أخبر أحد مسؤولي الجامعة أن ابن أمير قطر مهتم بالعلوم السياسية، واقترح في رسالة بريد إلكتروني أنه "إذا لعبت جامعة كاليفورنيا أوراقها بشكل صحيح، فربما تحتل موقعًا في طابور كبير للتبرعات".

 

ولم يكن اقتراحًا غريبًا تمامًا، حيث إنه تحت قيادة الشيخة موزة بنت ناصر، والدة خليفة بن حمد، قدمت "مؤسسة قطر" أكثر من مليار دولار للجامعات الأمريكية، مما يجعلها أكبر ممول أجنبي للتعليم العالي في الولايات المتحدة.

 

وقام جليسون ومرافقون له من حاشية ومساعدي الطالب خليفة بن حمد بزيارة لجامعة كاليفورنيا، حيث التقوا أليساندرو دورانتي، عميد كلية العلوم الاجتماعية آنذاك، وجلبوا معهم مجموعة من التماثيل الذهبية وبعض الهدايا الأخرى، وأوضح الوفد أنهم يريدون وعدًا بقبول خليفة بن حمد في الجامعة.

 

وصرح دورانتي قائلًا: "لقد أخبرتهم مرارًا وتكرارًا أنني أولاً، بصفتي عميدًا، لا أتعامل مع حالات القبول بالجامعة على الإطلاق"، مضيفًا أنه أيضا "لا يمكن (للجامعة) أن تقبل تسجيل شخص بسبب وضع خاص".

 

وذكر دورانتي أن ممثلي خليفة آل ثاني ظلوا يضغطون عليه لمدة ساعة، وقال له أحدهم: إن سموه لا يحب سماع الإجابة بـ"لا".

 

ولكن رفض عميد الكلية التزحزح عن موقفه، واضطر القطريون ومساعدوهم إلى اللجوء إلى "جامعة جنوب كاليفورنيا". وسعى أفراد من عائلة آل ثاني إلى التعرف على العديد من أمناء جامعة USC، ومن بينهم توماس باراك جونيور، وهو مستثمر ثري في لوس أنجلوس ومؤسس شركة أشرفت على بناء مجمع Bel-Air المملوك للأسرة الحاكمة القطرية.

 

وقام باراك بترتيب زيارة ومقابلة والدة خليفة بن حمد وماكس نيكياس، رئيس جامعة USC آنذاك، والذي كان يقوم بحملة لجمع التبرعات بقيمة 6 مليارات دولار، في واحدة من أكبر حملات جذب رؤوس الأموال في قطاع التعليم العالي، وكان كل الحاضرين في تلك المقابلة يعرفون أن قطر في وضع يمكّنها من تقديم تبرعات بسخاء إلى جامعة جنوب كاليفورنيا.

 

وبعد أربعة أشهر من انتهاء الاجتماع، انتقل الطالب خليفة بن حمد إلى "جامعة جنوب كاليفورنيا". ولحق به ابن عمه وصديقه المقرب "ناصر". وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت الجامعة في السعي للحصول على منحة كبيرة من "مؤسسة قطر" لتمويل مركز البحوث البحرية بالجامعة في جزيرة كاتالينا.

 

وبعد توجيه أسئلة حول تلك المقابلة في تحقيقات رسمية لنيكياس، والذي تقدم باستقالته في وقت لاحق، ذكرت "مؤسسة قطر"، مؤسسة الشيخة موزة غير الربحية، في بيان أن خليفة بن حمد كان قد تم قبوله بالفعل في الجامعة، ووصفت لقاء الشيخة موزة ورئيس الجامعة بأنه "زيارة مجاملة".

 

وأضاف بيان المؤسسة أنه "لم تتم مناقشة منح محتملة أو مساهمات مالية أخرى في أي وقت خلال الاجتماع".

 

بمجرد بدء الدراسة، أظهر خليفة بن حمد القليل من الحماس لدراسته، وفقًا لما صرح به بعض الأشخاص الذين عملوا معه وقتئذ، وأنه كان يقضي معظم اليوم في جناحه بالفندق يمارس ألعاب الفيديو مع مرافقيه ابن عمه وأصدقائه، بالإضافة إلى تمضية العديد من الأمسيات يتحدث مع الأصدقاء في مقهى Urth.

 

بل أكدوا أن ذهابه إلى الحرم الجامعي كان أمرًا نادرًا ولفترات وجيزة، وأنه كان يحب التنزه في الحدائق وزيارة المطاعم في الحرم الجامعي.

 

أيضا تفاجأ أحد أساتذة خليفة بن حمد بأنه أرسل أوراق الإجابة على الاختبار بنهاية الفصل الدراسي مع سائق في حقيبة تحتوي أيضا على ساعة يد ثمينة ماركة "رولكس". إلا أنه ذهب إلى فندق بيفرلي ويلشاير وأعاد الساعة الثمينة. وفي العام التالي، سلم السائق نفسه ساعة "رولكس" مرة أخرى؛ وقال له: إن خليفة بن حمد رفض استعادتها.

 

بحث المدرس الجامعي، الذي رفض ذكر اسمه، إمكانية بيع الساعة لصالح "جامعة جنوب كاليفورنيا"، لكنه وجد أنها مسجلة بالفعل باسمه لدى "رولكس"، فاضطر عندئذ إلى تحرير شيك للجامعة بقيمة ساعة اليد التي وصلت إلى 12,500 دولار. كما أنه لم يقم باستخدام ساعة اليد مطلقا وتقبع في أحد الأدراج في منزله.

 

وبعدما تم السماح له بالتغيب عن حضور الفصول الدراسية "لأسباب أمنية" مريبة باعتباره طالبًا جامعيًا، قام خليفة بن حمد بالحصول على درجة الماجستير متّبعا نفس الحيلة خلال فترة أمضى معظمها في العديد من الإجازات في أوروبا، ولم يظهر خلالها في الحرم الجامعي على الإطلاق.فبعد فترة وجيزة من عودة خليفة بن حمد آل ثاني إلى الدوحة في عام 2015 بشهادة البكالوريوس، قام كورتيس بزيارة لكلية "أنينبرغ" التابعة لجامعة "جنوب كاليفورنيا" واستفسر عن إمكانية حصول الأمير على درجة الماجستير.

 

ويضيف تحقيق الصحيفة أن الأمير خليفة، البالغ من العمر حاليا 28 عاما، ويشغل منصبًا أمنيًا في الحكومة القطرية، استولى على المدينة بحاشيته، ومجموعة من أبناء العم والأصدقاء الذين تناوبوا الحضور من الدوحة إلى لوس أنجلوس، حيث تمتعوا بالتجول في أسطول من السيارات الرياضية الثمينة، وكذلك ارتداء قبعات تحمل الأحرف اللاتينية الأولى من اسم شقيق الحاكم الحالي لقطر ونجل الحاكم السابق، خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني KHK، كما تم شراء لوحة معدنية لسيارته إمعانًا في المباهاة والتفاخر، والتي تلمح الصحيفة أنها كانت مملوكة لشخص آخر ولكن تم التلاعب بطريقة ما للحصول عليها إرضاءً للأمير المراهق.

 

كما تظهر السجلات الفواتير العديدة في منتجع وكازينو "وين" أثناء الرحلات إلى لاس فيغاس. على الرغم من أن القمار ممنوع ومعاملته كجريمة في قطر، إلا أن خليفة بن حمد آل ثاني وحاشيته قاموا بزيارة كازينوهات لاس فيغاس بشكل متكرر، وفقًا لما نشره بمنصات تواصل اجتماعي وسجلات فواتير، قامت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بمراجعتها والتأكد من صحتها، علاوة على شهادات من موظفين سابقين أكدوا أنهم شاهدوا خليفة بن حمد ورفاقه وهم يقامرون على موائد كازينو "وين".

 

أيضا اعترف ديفيد ساجاسي، وهو شريك بشركة تأجير السيارات كان يتولى الإشراف على ملف حسابات خليفة بن حمد، أنه أخفى نفقات خليفة بن حمد وحاشيته، التي "لم يرغبوا في أن يعرف آباؤهم" بها إذا تم إدراجها بالسجلات وتم تدبير "فواتير أخرى" بدلا منها.