عندما يكون يمن العروبة بين سفيرين حاكمين ( آيرلو و آل جابر ) ..؟؟!!!


عندما يكون يمن العروبة بين سفيرين حاكمين ( آيرلو و آل جابر ) ..؟؟!!!

العرب بوست|كتب : انيس منصور

مؤخراً أصبح لإيران سفير (حاكماً عسكرياً) هو الضابط في الحرس الثوري حسن ايرلو، يدير شئون الجماعة الحوثية من داخل العاصمة صنعاء، ومنذ سنوات أيضاً يمسك (بريمر اليمن) السفير السعودي محمد آل جابر بالملف اليمني في جانب الحكومة الشرعية.

 

 

لقد بات واضحاً أن العامل الخارجي هو الحاسم في اليمن، على حساب الأطراف اليمنية التي هي صاحبة المصلحة الحقيقية في قرار الحسم أو السياسة، ويمكن أن نكون أكثر تحديداً حين نقول أن السعودية وإيران باتا اللاعبين الرئيسيين.

لا وجه للشبه بين ايرلو وآل جابر إلا أنهما سفيرا الدولتين المتحكمتين في المشهد اليمني، وأما بقية التفاصيل فإن اختلافاً كبيراً بينهما، لا سيما في أدائهما.

ورغم أن محمد آل جابر يعمل في الملف اليمني منذ الأيام الأولى لعاصفة الحزم التي أعلنت أهم أهدافها اسقاط الانقلاب الحوثي ودعم الشرعية في استعادة الدولة اليمنية، غير أن هذا الهدف ظل طريقه، أو أن آل جابر فقد البوصلة، كجزء من فقدان التحالف الذي تقوده السعودية للبوصلة، فتوالدت الانقلابات والتمردات وبات هدف استعادة الدولة أكثر كلفة، ومع ذلك تفتت القوى المساندة للشرعية وتتخلى السعودية عن عوامل قوتها لتتحول إلى عوامل ضعف.

أصبح محمد آل جابر يتحكم بالكثير من الملفات حتى أصبح بيده تشكيل الحكومة وقبول أو رفض ترشيحات الأحزاب، وفي المقابل تتهمه أطراف وقيادات سياسية يمنية بالتجاوز، ليس فقط فيما يخص اليمنيين، وإنما فيما يخص سياسات المملكة ومصالحها، فآل جابر في نظرهم باتت له مصالحه الخاصة على حساب المصلحة السعودية "المشروعة" ومصالح اليمنيين على حد سواء، وهذا المشهد ليس الا انعكاساً للتخبط السعودي، حيث أصبحت السعودية بلا أهداف واضحة ولا رؤية، وتعمل مع حلفائها كجزر معزولة، في حين تتعامل مع اليمن كتابع، والأشد نكاية أنها تحاول إظهار ذلك دون مواربة.

تعالوا لنرى الجانب الآخر من الصورة، حيث يعمل مندوب إيران في اليمن (ايرلو أو من سبقه) وفق محددات واضحة تقدم مصلحة طهران ومشروعها على كل ما سواها، فايرلو كما هو واضح من أحاديثه وتحركاته يمضي وفق خطط مرسومة تحقق أطماع طهران وفي نفس الوقت تحقق مصالح أتباعها الحوثيين، الذين لا تحاول أن تظهرهم تابعين، وإنما ند، وتسعى لأن يظهروا أمام العالم كدولة وهم عصابة.

كل يوم تضيف طهران وسفيرها عوامل قوة للحوثيين، وتعمل على تجميع أطراف تحالف يدعمهم ليس فقط من داخل القوى الموالية لطهران، بل يتعدى ذلك إلى اختراق قوى يفترض أنها على علاقة وطيدة مع الرياض.

يدير منوب إيران (سفيرها) ملفات الحوثيين محاولاً أن لا يتسبب في احراجهم، بينما يتصدر سفير المملكة المشهد ويظهر في الصورة متسبباً في إحراج الشرعية والحكومة اليمنية أمام شعبها الذي ينتظر الخلاص من الحوثيين.

والحقيقة فإننا لم نعد نعرف إن كان محمد آل جابر يتصرف من تلقاء نفسه أو أن ذلك هو دأب السعودية، فإن كانت الأولى فإن على قيادة الشرعية تنبيه قيادة المملكة إلى خطورة فقدان البوصلة وتقديم مصالح الأفراد على مصلحة الشعبين اليمني والسعودي، وإن كانت الثانية فهي كارثة، تقدم الشيطان الإيراني ملاكاً وديعاً.

المؤكد أن الشرعية والحوثي اصبحا أدوات بيد طهران والرياض يتم التحكم بهما بالريموت كنترول، والفرق بين عيال ايران وعيال السعودية أن الأولى تثبت مكاسبها يوما بعد يوم بينما الاخيرة تفقد مصالحها كل يوم، فسفير ايران لا يراكم الثروة ولا يتعامل مع الملف اليمني باعتباره مصدر كسب خاص على غرار سفير السعودية.

  سينتصر اليمنيون حينما يتحررون من قبضة ايران ويخرجون من عباءة السعودية ويغلبون مصلحة اليمن العليا وحتى ذلك الحين سيكون الهوان والضياع سيد الموقف.