لبنان :ماذا حدث يا دولة الرئيس ؟!


 

بقلم:طه العامري

بعد إثارة قضية اختفاء الإمام الصدر التي حدثت قبل أربعة عقود وخلال هذه الفتره دار حوارا وجدلا واسعا حول قضية اختفاء الإمام الذي غادر ليبيا باتجاه إيطاليا واختفى بينهما وقد تواصلت حركة أمل مع النظام الليبي وأبدت ليبيا بدفع تعويضات عن الحادثة او هكذا تم الاتفاق أوائل التسعينيات من القرن الماضي وتم إغلاق هذا الملف غير أن المفاجئة كانت خلال الأيام الماضية حين كان لبنان الرسمي يستعد لاستضافة قمة عربية حيث أقدم شباب من حركة أمل بإنزال العلم الليبي واحراقة ووضع بدلا عنه علم الحركة وقد رافق هذا السلوك خطاب استفزازي لا يختلف عن ذالك الذي يسوقه تيار المستقبل حين يتحدثوا عن الحريري الأب وقصة اغتياله وسعيهم إلى تحميل سورية وحزب الله مسئوليه اغتياله رغم أن وثائق كثيرة تسربت عن الاغتيال الذي تم من قبل أمريكا والكيان الصهيوني ..؟!
لست ضد المطالبة بالكشف عن حقيقه وكيفية اختفاء الإمام الصدر الذي كان الحليف الثاني للقائد جمال عبد الناصر بعد الشهيد معروف سعد ولكن عبر طرق صحيحة وليس بطريقة انفعالية تسي للجميع حتى للأمام المخفي او المغيب ..
ما أقدم عليه شباب أمل في لبنان لم يكن موفقا بل كان لبنان الخاسر الأول فيه ودولة الرئيس نبيه بري رغم محاولة تجاوز الحادثة بنصب اللوحات الكبيرة المنددة بالتطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني والتذكير بالقضية الفلسطينية التي تشهد اليوم أزمة لم تشهدها من قبل في كل تاريخها النضالي ..
موسى كوسه رئيس جهاز المخابرات الليبية لعقود الذي خان القذافي موجود في قطر منذ عام 2011م بالإمكان التحقيق معه ومعرفه حقيقه مصير الإمام منه عن طريق العلاقة مع قطر او عبر إيران مثلا التي تحتفظ بعلاقة ممتازه مع النظام القطري هذا اول الحلول ..الحل الآخر أن يتم تشكيل لجان رسميه لبنانيه _ ليبيه ومخاطبة الحكام الجدد في ليبيا عبر القنوات الرسميه والسعي للوصول للحقيقة ..
لكن السلوكيات الانفعالية لن تجدي ولن تقبل من حركة أمل ودولة الرئيس بري لانهما لم يعودان المراقب العربي لمثل هذه التصرفات ..
الأمر الآخر خطف واعتقال نجل الزعيم القذافي هنيبعل القذافي الذي تم خطفه من سورية قبل أربع سنوات والزج به في السجن على ذمه قضية حدثت حين كان عمر هنيبعل القذافي ثلاث سنوات والله يقول ولا تزروا وازرة وزرى أخرى ..ماذنب هذا الشاب بالقضية ؟ والزج به بالسجن طيلة هذه الفترة أليس جريمة لا يقبلها عقل عاقل ولا نريدها تأتي من جهة عرفناها وعرفنا رموزها بأنهم مقاومين للظلم وسيوفا ضده ..؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!
بغض النظر عما سيحدث او قد حدث في مسار قمة بيروت فإن المفترض أن يدفع ما حدث إلى مراجعة نقدية لمسار القضية ولاداء ومواقف الحركة ورئيسها الذي يعد هامة من الهامات الوطنية ورمزا قوميا وغم نحبذ يوما أن تجرفه ردود الأفعال القاصرة إلى ما حدث خلال الأيام الماضية في بيروت ..