بيان من الفريق الاستشاري الدستوري حول تجديد الهدنة في اليمن ..


بيان من الفريق الاستشاري الدستوري حول تجديد الهدنة في اليمن ..

 

العرب بوست|خاص

وقف الفريق الاستشاري الدستوري للدعم في اليمن، في اجتماعه الاستثنائي أمام جُملة من القضايا التي تتعلق بتطورات الهدنة الموسعة في اليمن، ومن ذلك اطلاع الفريق على مسودة اتفاقية الهدنة التي يتوسط بخصوصها المبعوث الأممي الخاص لليمن السيد هانس غروندبيرغ.

يلاحظ الفريق الاستشاري الدستوري للدعم في اليمن، الآتي:

١. لكي يكون اتفاق الهدنة الموسع ذا مصداقية، يجب ألا يذكر فقط القضايا الجوهرية ولكن يجب أن يحدد في الواقع كيفية حل كل قضية، فالحديث عن دفع الرواتب بدون آلية واضحة ومحددة يجعل من هذه القضية الجوهرية محل تفسيرات مختلفة من قبل الأطراف.

٢. يجب أن يكون معلوماً في سياق الحالة اليمنية، إن اتباع منهجية "الغموض البناء" لم ينجح إلا في إحداث ارتباك وتقويض الثقة بين الطرفين طوال مُدة الهدن الثلاث السابقة، إذ أدت الخلافات حول كيفية تفسير البنود المختلفة إلى تأخيرات لا نهاية لها بالإضافة إلى إعادة التفاوض والافتقار التام إلى تنفيذ العديد من بنود الهدنة مثل فتح الطرقات ووجهات السفر ودخول سفن المشتقات النفطية.

٣. من الواضح أن تركيز القوى الدولية منصرف على الحصول على اتفاق بأي ثمن، وبغض النظر عما إذا كان يقرب الأطراف بالفعل من التسوية، فهذا النهج يؤدي إلى إيلاء أهمية أكبر لظاهر العملية أكثر من الجوهر. والأهم من ذلك، أن الاتفاقات غير القابلة للتنفيذ، يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية الاحباط الموجود على كلا الجانبين تجاه عملية الوساطة. 

٤. بغض النظر عن إغراء التسوية على "بنود" غامضة الصياغة، فمن غير المرجح أن ينخدع الجمهور اليمني بها. لقد تبين مرارًا وتكرارًا أن توقع أن المشكلات الصعبة ستصبح أسهل بمرور الوقت ليس أكثر من مجرد وهم. في الواقع، كان العكس هو الصحيح. إن ثمانية أعوام من فشل المفاوضات قد دمرت فرص التوصل لاتفاق سلام شامل ومستدام في اليمن.

٥. لذلك، وتجنباً لفشل مثل هذا الاتفاق، يجب على المبعوث مقاومة الرغبة في تبني مبادرات غامضة وغير متوازنة لا تثير سوى أسئلة أكثر مما تجيب. فإذا كان المبعوث يأمل في إنقاذ ما تبقى من آفاق حل النزاع، فينبغي أن يكون مستعداً لرسم صورة واضحة عن المرحلة النهائية بناءً على الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن.

٦. إن الفكرة القائلة بأنه بالنظر إلى العداء وانعدام الثقة والتفاهمات بين الأطراف اليمنية، فإن طريقة صنع السلام تكون من خلال "الغموض البناء"، هذا المنظور ليس مفيدًا للغاية، فلا يمكننا أن نغلق أعيننا قليلاً، أو أنه يمكننا التلاعب بالقضايا. لدينا الآن أكثر من عقد من السنوات من الخبرة مع الغموض البناء الذي حكم العملية السياسية في اليمن منذ ٢٠١١، ومن الواضح أننا يجب أن نطلق عليه حقًا الغموض المدمر. إذا أردنا المضي قدمًا بحل النزاع في اليمن، فإن ما نحتاجه هو البناء على خصوصية الحالة اليمنية. فاليمن واليمنيين بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية بشأن ما نعنيه بالقضايا الإنسانية والاقتصادية الرئيسية ، وما الذي يجعل تحقيقها ممكنًا.